جاء ذلك بالمؤتمر الدولي الرابع ترجمات معاني القرآن بكلية آداب دمنهور تحت رعاية الأستاذ الدكتور / عبد الحميد السيد عبد الحميد – نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث ورئيس المؤتمر .
والذي يعقد بالفترة من ١٠ الى ١٢ مايو الجاري.
حيث أكد الأستاذ الدكتور / نظير عياد – آمين عام مجمع البحوث الإسلامية.
فى كلمته على حاجة الإنسانية كلّها إلى هذا المؤتمر الهام الذي يضمّ العديد من المحاور والقضايا المهمّة التي ترتبط بالقرآن الكريم – كلام ربّنا – لفظًا ومعنًى،
وهو ما يؤكد على أهميّة العناية بها؛ خصوصًا وأنها تحتاج إلى جهودٍ حثيثةٍ؛ لبيان معانيه وتنزيل أحكامه الشرعية على واقعنا بكلّ معطياته المعاصرة تنزيلًا يليق بقدسيّة هذه الأحكام،
ويتوافق مع عظمة هذا النصّ المحكم وجلاله وكماله وتنزيهه.
مثمنا رسالة هذا المؤتمر التي تدعو إلى “أهميّة التّرجمة لمعاني القرآن الكريم، وضرورة الاستفادة منها، واستثمارها في عرض الإسلام بعقائده وشرائعه وأخلاقه؛
باعتبار أنّ ذلك يساعد على تبليغ الدعوة إلى العالم أجمع، وفي الوقت ذاته يكشف عن فهمٍ سليمٍ يؤدّي إلى دعم التماسك الاجتماعيّ، والمشاركة في عملية العمران،
والإسهام في بناء الحضارة الإنسانيّة المعاصرة، بما يؤكّد عظمة هذا الكتاب، وصلاحيته لكلّ زمانٍ ومكانٍ بما جاء به من أحكامٍ، وبما دعا إليه من أخلاقٍ وسلوكٍ،
وحقيقٌ بي – أيضًا – أن أثمّن رؤية المؤتمر التي تتمثّل في العمل على الالتزام بالمنهجيّة العلميّة والفهم السليم عند ترجمة النّصّ القرآنيّ
باعتباره نصًّا مقدسًا محكمًا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
وفي هذه اللحظات التي تجمعني بحضراتكم أودّ أن أتحدّث إليكم عن أهميّة ترجمة معاني القرآن الكريم، وما يمكن أن تسهم به في توضيح صورة الإسلام، وعرضها بما هي عليه،
خصوصًا وأنّ القرآن الكريم كان وما زال إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها موردًا للباحثين، ومسلكًا للطالبين، وزادًا للدارسين ،
على الرّغم من أهمية الترجمة وضرورتها باعتبارها وسيلةً من وسائل الاتصال الحضاريّ والتأثير الثقافيّ بين الأمم،
وسبيلًا من سبل نقل المعارف والعلوم والخبرات المختلفة من حضارةٍ إلى أخرى، وقد كانت الترجمة في الحضارة الإسلاميّة أهمّ عوامل الحفاظ على التّراث العلميّ والثقافيّ للعالم القديم
وتنقيحه وتطويره.ولمّا شرع الغرب في تلمّس مخرجٍ من ظلام عصوره الوسطى يمّم وجهه شطر العالم الإسلاميّ يستلهم حضارته ونظمه عبر واحدةٍ من أوسع حركات التّرجمة
التي شملت – كما يقول لويس يونغ – جميع المجالات، ومن خلالها تركت الحضارة الإسلاميّة بصماتها على جميع المستويات، وأسهمت بقدرٍ غير منكورٍ في تنوير القارّة الأوروبّيّة المظلمة.
ويمكننا أن نلمس دون عناءٍ من خلال العديد من التّرجمات التي صدرت عن فئةٍ ليست بالقليلة من المستشرقين، ومن لفّ لفّهم ودار في فلكهم، فجاءت بعيدةً عن المقصد،
خاليةً من الموضوعيّة، معبّرةً في كثيرٍ من الأحيان عن جهلٍ بالنصّ واللغة التي نزل بها وطبيعتها وخصائصها وتراكيبها.
فمثلًا قام البهائيّون – قريبًا في هولندا – بإصدار ترجمةٍ جديدةٍ للقرآن الكريم باللّغة الهولنديّة الحديثة تخرج بالنّصوص القرآنيّة عن معانيها الدقيقة؛
إذ ابتعدت بالقرآن الكريم عن أسباب نزوله على سيّد البشر محمّدٍ – صلّى الله عليه وسلم – ممّا أثار غضب الجالية والمؤسّسات الإسلامية هناك.
إنّ ترجمة معاني القرآن الكريم في هذا العصر على وجه الخصوص ترجمةً منضبطةً تعكس عظمة القرآن وجلالة مقاصده أراه ضرورةً حياتيّةً،
وفريضةً دينيّةً باعتبارها نافذةً مهمّةً جدًّا في تعريف الآخر بحقيقة الإسلام ومحاسنه، ولا شكّ أنّ هذا يمنح الآخر فرصة التعرّف على كلام ربّه العزيز الحكيم،
فينشرح صدره بقبوله والاستسلام له، والعمل بما جاء فيه، أو على الأقلّ ينصفه ويحترمه ويقدّره حقّ قدره، خصوصًا مع وجود مقالاتٍ تعطي خطابًا مفزعًا مقعّرًا نتيجة تلك القراءات الانتقائيّة
للنصّ الدينيّ وتفسيرها بعيدًا عن سياق اللغة وأدواتها، ومن ثمّ تكون مخاطرة الترجمة خطيرةً؛ لأنّه إذا لم يراع فيها ضوابط التعامل مع النصّ القرآنيّ وخصائص نظمه المعجز،
أدّى ذلك إلى إبعاد الناس عن المعاني العظيمة، والقيم السّامية التي يحملها القرآن الكريم، فضلًا عن تعميق المفاهيم المغلوطة حول الإسلام.
كما أوضح الأستاذ الدكتور / يوسف عامر  – رئيس لجنة الشؤون الدينية والأوقاف بمجلس الشيوخ بقوله 
 يقول الله تعالى: {…وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} (الإسراء:44)،
ويقول سبحانه: {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا القُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ
أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ} (الأنعام:19)
أي ومن بلغه القرآنُ عليه أن يُنذرَ به. وأمر الرسولُ المسلمين بتبليغ هذه الرسالة بقوله: ” بَلِّغُوا عَنِّي ولو آيَةً” (حديث صحيح، رواه البخاري)،
ومن ثمَّ كان على كُلِّ مسلمٍ مستطيعٍ أنْ يُبلّغَ رسالةَ القرآنِ إلى مَنْ لم يَبْلُغَهُ القرآنُ، ومستحيلٌ أن يتعلمَ الناسُ جميعًا أو المسلمون كُلُّهُم اللغةَ العربية؛
حتى يتعرفوا رسالةَ القرآنِ الكريم، فكان لزامًا أن تصلَ رسالةُ القرآن إلى الناس جميعًا بألسنتهم في مشارقِ الأرضِ ومغاربها،
ومن ثمَّ، كانت الحاجةُ ملحةً إلى ترجماتِ معاني القرآن الكريم إلى مختلف لغاتِ البشرِ ترجمةً تنمازُ بالدقة والأمانةِ في تبليغ الرسالة. ومن هنا تأتي أهميةُ هذا المؤتمرِ من حيث موضوعُهُ وزمانُهُ.
 كما وجه سيادته الشكرَ والتقديرَ على  الجهود غير العادية والهادفةِ، لجامعة دمنهور تلك الجهودُ التي تأتي في إطار توجيهين مهمين
لفخامةِ السيدِ رئيسُ الجمهورية / عبد الفتاح السيسي، التوجيهُ الأوّلُ: وكان قبل أكثر من ست سنواتٍ وهو *”تجديدُ الخطاب الديني*”، 
والثاني: قبل سنتين ونصف تقريبًا وهو *”بناءُ الوعيِ الرشيد”،* وهنا يتضحُ دَوْرُ الجامعاتِ المصرية في التجديد الواعي والتطويرِ وبناءِ الوعي الرشيد في كل شيء يحتاجُهُ الواقعُ المعيش.
كما أشار سيادته  أنّ اللغةَ الواحدةَ قد توجدُ بها أكثرُ من ترجمةٍ لمعاني القرآنِ الكريمِ مع اختلافٍ بيّنٍ بينَ هذه الترجمات، وهذا يرجعُ إلى اختلافِ المنهجيةِ
التي يتّخذَها كُلُّ مترجمٍ في تفاعلِهِ مع كلماتِ القرآنِ الكريمِ وآياتِه، ولِتَوَجّهاتِ المترجمِ الفكريةِ والعقدية، واعتمادهِ على تفاسيرَ تخدمُ توجهاتِهِ وعقيدتِهِ.
كما قام سيادته بعرض *تجربةَ في ترجمة معاني القرآنِ الكريم إلى اللغات: (الإنجليزية والفرنسية والسواحيلية والعبرية)* وسيستفيدُ منها الجميعُ بعد أن تخرجَ إلى النور بإذنِ الله تعالى.
أولاً: أهمُّ الأسباب التي تُسهمُ في وجود اختلافاتٍ بين ترجمات معاني القرآن الكريم على مستوى اللغة الواحدة ما يلي:
الوجوهُ والنظائرُ في القرآن الكريم؛ فاللفظُ الواحدُ قد يحتملُ أكثرَ من معنىً، طبقًا للسياقِ الذي يردُ فيه.
اختلافُ العلماءِ في إدراك المقصودِ من فحوى اللفظِ أو الآيةِ القرآنية.
تَبايُنُ مناهجِ المفسرينَ في تناولِهم لبيان معاني ألفاظِ القرآنِ الكريمِ وآياتِه.التراكمُ المعرفيُّ المتجددُ في علوم القرآنِ الكريمِ وقضاياه خاصةً ما يتعلقُ منها بعلوم اللغةِ والبلاغة.
إعجازُ القرآنِ الكريمِ في اشتمالِه على حقائقَ أدركَ بعضُها العقلُ البشري، وأخرى لم يدركْها بعد. الفجواتُ المعجميةُ بين لغاتِ البشرِ،
التي تَنشأُ لاختلافاتٍ لُغويةٍ واجتماعيةٍ وبيئيةٍ، فضلاً عن العمق التاريخيِّ والثقافيِّ للغة العربيةِ ودراستِها اللغويةِ مُقارَنةً بحداثةِ ذلك فيما يتعلقُ باللغات الأخرى.
صدورُ ترجماتٍ عن أفرادٍ ومؤسساتٍ ذاتَ توجهاتٍ مختلفةٍ ومُغرضةٍ. فضلاً عن أنه يأتي في مقدمة هذه العواملِ جميعًا درجةُ إتقانِ المترجمِ للغتين المصدر والهدف؛
إذ تتفاوتُ درجاتُ المترجمين في إتقانهم للغة العربية – ولغةِ القرآن الكريم وطرائقِ النظم فيها على وجه الخصوص – واللغةِ المترجَمِ إليها،
ومن ثمَّ، تتفاوتُ الترجماتُ بُعدًا وقربًا من المعنى القرآني ودلالتِه. ثانيًا: ملاحظاتٌ على بعض الترجماتِ السابقة:
ومع حفظِ كاملِ التقديرِ وعظيمِ الاحترامِ للجهدِ الجهيدِ الذي بَذلَهُ المترجمون في ترجمة معاني القرآنِ الكريم، فقد وقفَ ذلك الفريقُ على ملاحظاتٍ في أغلب الترجماتِ السابقة،
منها: فاقدُ ترجمةٍ، وفائضُ ترجمة، وأخطاءُ مباشِرةٌ في التعبير عن المعنى، وإغفالٌ لبعض المعاني البلاغيةِ والكنائية،
واستخدامٌ لتراكيبَ وكلماتٍ غيرِ مألوفةٍ لدى قارئِ اللغةِ الهدف، وإسقاطٌ لترجمةِ حروفٍ عطفٍ، وكلماتٍ، وآياتٍ كاملةٍ، أو أجزاءٍ من آيات.
كما أنّ بعضَ الترجماتِ لا تراعي أهمَّ خصائصِ اللغةِ العربية، مثلُ علاماتُ الإعرابِ والبلاغةِ، ومن ثمَّ وقعت هذه الترجماتُ في أخطاءٍ خطيرةٍ، فعلاماتُ الإعرابِ والتشكيلِ
تبرزُ المعنى المقصودَ كيفما كان موقع الجملة، وفي القرآن الكريمِ أساليبٌ عدةٌ تتسمُ بالمرونة، فتقبلُ التقديمَ والتأخيرَ دون أدنى لبسٍ أو اضطراب،
مثلُ قولُ اللهِ تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ} (البقرة: 124)، وقولُه تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ} (فاطر: 28)،
حيث أفاد تقديمُ المفعولِ في الآية الأخيرة اختصاصَ العبوديةِ لله سبحانه وحدَه. وهناك خطورةٌ أخرى في مثل هذه الترجماتِ السابقةِ تكمنُ في التعليقات والشروحِ والحواشي الخاصةِ بالترجمة؛
ففي عددٍ من هذه الترجماتِ تضليلٌ فكريٌّ وعقديٌّ وفقهيٌّ. 
ثالثًا: نماذج للملاحظات التي وجدت في ترجمات لمعاني القرآن الكريم: أعرضُ لهذه النماذجَ هنا لا لقدحٍ فيها، ولكن لتكونَ عاملاً مساعدًا للوقوف على نوعية الأخطاءِ
التي وردت في ترجماتٍ لمعاني القرآنِ الكريم؛ حتى يتمَّ تداركُها عند ترجمةِ معاني القرآنِ إلى أيّ لغةٍ، أو عند مراجعةِ أيّ ترجمةٍ في أيّ لغة:
خطأٌ في فهم معنى اللفظةِ القرآنيةِ أدّى إلى خطأٍ في اختيار المكافئِ المناسب، مثلُ مفردةُ “شعائر” في قول اللهِ تعالى { إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ …} (البقرة: 158).
فهناك من ترجمها إلى ما يعني “علامة أو إشارة” وهي لا تعكسُ مضمونَ اللفظةِ القرآنية.
ترجمةُ كلمةِ “السماء” في قول اللهِ تعالى: {أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ} (البقرة: 19) إلى ما يعني “الغمام”.
عدمُ الدقةِ في ترجمة بعضِ المشتقاتِ الاسمية، مثل أسماء الفاعل، فيُحوّلُها المترجمُ إلى أفعالٍ، والأفعالُ بحكمِ تركيبِها تختصُّ بزمنٍ معينٍ، في حين يشيرُ اسمُ الفاعلِ إلى الزمن المطلقِ
كما في قولِ اللهِ تعالى:  وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ} (البقرة: 19) إذ ترجمها البعضُ إلى معنى “… والله أحاط بالكافرين” فقيدها بزمنٍ وهو غير صحيح.
يترجمُ البعضُ كلمةَ “عبد” في قولِ اللهِ تعالى: {وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ} (البقرة: 23) إلى ما يعني “رقيق” وليس العابدُ للهِ تعالى وحدَهُ.
عدمُ الدقةِ في ترجمة: “وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ” في قولِ اللهِ تعالى: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى العَالَمِينَ} (البقرة: 47)
فجاء المعنى في الترجمة “وأني قدستكم”
في قولِ اللهِ تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الغَنِيُّ الحَمِيدُ} (فاطر: 15) ترجمَ البعضُ كلمةَ “الفقراء” إلى معنى “الشحاذ والمتسول”،
وهذا المعنى منافٍ تمامًا لمعنى “الفقراء” في الآية الكريمة والتي تعني “أنتم محتاجون إلى الله أو ذووا الحاجة إليه”.
ترجمَ البعضُ قولَ اللهِ تعالى: { وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى …} (فاطر: 18) إلى معنى (ولن يحملَ ذُو حملٍ حملَ آخر)
وهو معنى حرفيٌّ للغاية لا يعبرُ عن المراد من الآية الكريمة وهو أنه “لن يحملَ إنسانٌ ذنبًا اقترفه إنسانٌ آخر”.
في قول الله تعالى: { وَمَا  يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ } (فاطر: 19) ترجمَ البعضُ كلمةَ “البصير” إلى ما يعني “من لديه عيون” وينصرف هذا المعنى إلى الجارحة
وليس إلى الحاسة المرادةِ من كلمةِ “البصير” في الآية الكريمة. والبصيرُ والأعمى كلاهما له عيون، لكن الفرق بينهما يكمنُ في عمل حاسةِ الإبصار عند البصير وتعطلها عند الأعمى.
في قول الله تعالى: {وَمَا  يَسْتَوِي الأَحْيَاءُ وَلاَ الأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ وَمَا  أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي القُبُورِ} (فاطر: 22) ترجمَ البعضُ كلمةَ “الأحياء” إلى معنى (الأصحّاء أو أصحابُ العافية)
في حين أن كلمةَ “الأحياء” في الآية الكريمة تعني الأصحاءَ وغيرَهم؛ أيْ كُلُّ مَنْ بهم حياةٌ في حال الصحةِ أو المرض.
في قولِ اللهِ تعالى: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً} (فاطر: 45)
ترجمَ البعضُ كلمةَ “دابة” إلى ما يعني (أيُّ حيوانٍ) في حين أنّ المرادَ بكلمة “دابة” في الآية الكريمة: كُلُّ ما يدبُّ على الأرض من إنسانٍ أو حيوانٍ أو غيرِ ذلك.
في قولِ اللهِ تعالى: { طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ } (الصافات: 65) ترجمَ البعضُ كلمةَ “الشياطين” إلى ما يعني (الثعابين).
ترجمةُ كلمةِ “الجنة” أيْ (جنةُ الآخرة) إلى ما يعني (بستان أو حديقة)، ومثالُ ذلك ترجمةُ كلمةِ الجنةِ في قولِ اللهِ تعالى: {ادْخُلُوا الجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ}(الزخرف: 70).
إغراقٌ في الترجمة الحرفية، مثالُ ذلك ترجمَ البعضُ حرفَ الجرِّ “على” في قول الله تعالى: {أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ}(البقرة:5)
ترجمةً تفيدُ معنىً ماديًّا، وليس معنويًّا كما هو في الآية الكريمة.